الصيف: الفن والتقاليد والحداثة تحت الشمس

رحلة عبر الاحتفالات والمهرجانات والتعبيرات الفنية التي، تحت شمس الصيف، تُحوّل الشوارع والساحات إلى مسارح حية، حيث تلتقي التقاليد بالحداثة، وتتجدد الذكريات، ويتشارك الفن في الهواء الطلق.

 

بقلم كلوديا بينيتيز

HoyLunes – مع حلول الصيف، تكتسي الحياة اليومية بزينة الاحتفال، ويصبح المشهد الحضري مسرحًا حيًا. تنبض الساحات، وتمتد الليالي كخيوط من النور، ويغادر الفن المنازل ليتنفس في الشوارع، مُحتضنًا مزيجًا فريدًا من الماضي والحاضر.

خلال هذه الأشهر، تبلغ التعبيرات الفنية ذروتها: من مهرجانات الأجداد التي صمدت أمام مرور القرون، إلى عروض حضرية تتحدث بلغة اليوم.

إنه وقت لاستحضار الماضي والاحتفال بما سيأتي.

يُعيد فنانون شباب صياغة تقنيات الأجداد، خالقين جسرًا بين الذاكرة والابتكار. تصوير: كريستيان ديفيد دوارتي

في العديد من أنحاء إسبانيا، يُمثل شهري يوليو وأغسطس عودة الاحتفالات التي تبدو مُعلقة في الزمن. في غاليسيا، تتعايش رحلات الحج والرقصات التقليدية مع الحفلات الموسيقية المرتجلة في ساحات صغيرة. وفي الأندلس، تحوّل المعارض الصيفية المدينة إلى لوحة فنية من الأضواء والأزياء والموسيقى تُحيط بكل من يمر بها.

هذه طقوس لا تحافظ على التراث الثقافي فحسب، بل تُعيد ابتكاره أيضًا. يُحيي الحرفيون الشباب تقنيات قديمة في التطريز والفخار وصناعة السلال، ثم يُضفون عليها ألوانًا وأشكالًا معاصرة.

أمثلة مثل “حفل ماريسكو” في أو غروف، و”ميستري دي إلكس” في أليكانتي، أو “أسبوع الأعياد الكبير” في بلباو، هي أكثر من مجرد احتفالات شعبية: إنها منصات حية يتداخل فيها الفن والموسيقى وفن الطهي في حوار مستمر بين التراث والحداثة.

ليس من النادر رؤية منسق موسيقى يمزج إيقاعات إلكترونية مع فرقة من عازفي مزمار القربة، أو فرق رقص معاصرة تُعيد صياغة رقصات عريقة في الأديرة والساحات التاريخية.

تتحول الساحات إلى مسارح تتداخل فيها الموسيقى والرقص وفنون الطهي في احتفال جماعي. تصوير: جو كاسيس

الصيف جسرٌ – تقاليد تتدفق إلى المدن، وأفكار تنبت تحت شمسٍ سخية.

مدريد وبرشلونة تنبضان بمهرجانات الفنون الحضرية، وجداريات تزدهر على واجهات المباني، وأسواق إبداعية تدعوك للتجول بهدوء. يدفع الدفء الناس إلى الهواء الطلق لبناء مساحات يصبح فيها الإبداع فعلًا مشتركًا، يكاد يكون عفويًا.

هنا، لا يتنافس القديم والجديد، بل يتعانقان. لا ترى الأجيال الشابة التقاليد عبئًا، بل نقطة انطلاق. وفي هذا الحوار، يُحوّل الجديد ما هو سائد، ويتجدد الفن، ويترك بصماته في الشوارع.

الصيف، بضوئه الساطع وإيقاعه البطيء، هو مختبر ثقافي في الهواء الطلق، حيث ترقص الذاكرة والابتكار معًا حتى الفجر.

#hoylunes، #claudia_benitez

Related posts

Leave a Comment

Verified by MonsterInsights